ذكاء إمرأة

ذكاء إمرأة

☜ يُحكي أن ملكاً صعد يوماً إلى سطح قصره يتفرج .. فرأى إمرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم يرى أحسن ولا أجمل منها !

☜ فإلتفت إلى إحدى جواريه
☜ فسألها : لمن هذه ... !؟
☜ فقالت : يا مولاي هذه زوجة وزيرك نُعمان..
فنزل الملك وقد أُعجب بها وملئ حبها قلبه وشغف بها،
فإستدعى زوجها نُعمان .. وقال له : يا نُعمان ..

☜ قال : لبيك يا مولاي ..
☜ قال : خذ هذا الكتاب واذهب به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب ؟؟
فأخذ نُعمان الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت وسادته ،
وجهز أمره وبات ليلته ، فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك ،وأما الملك فإنه لما توجه نُعمان إلى وجهته قام مسرعاً وتوجه متخفيا إلى دار نُعمان فقرع الباب قرعا خفيفا ،

☜ فقالت إمرأة نُعمان : من بالباب ؟
☜ قال : أنا الملك سيد زوجك .. ففتحت له .. فدخل وجلس ..
☜فتعجبت من تلك الزيارة وقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا !!
☜ فقال : زائر ..
☜ فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيراً ..
☜ فقال لها : ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتيني ..

☜فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم : (والله لا قال قائل أبداً .....قد أكل الليث فضلة الذيب) .

☜ ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك لتشرب منه ! فخجل الملك من كلامها وخرج على إستحياء وتركها ،
فنسي نعله في الدار ، هذا ما كان من الملك .

ذكاء امرأة

وأما ما كان من نُعمان.. فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه فتذكر أنه نسيه تحت وسادته ،
فرجع إلى داره وعند وصوله عقب خروج الملك من داره وجد نعل الملك في الدار ،
فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله ، فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه الملك بمائة دينار ، فمضى نعمان إلى السوق وإشترى ما يليق بالنساء ،
وجهز هدية حسنة ، وأتى إلى زوجته فسلم عليها

☜ وقال لها :قومي إلى زيارة بيت أبيك ..
☜ قالت : وما ذاك ؟
☜ قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك.
☜ قالت : حبا وكرامة. ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها .. فأقامت عند أهلها شهراً .. فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها.
فأتى إليه أخوها وقال له : يا نعمان إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإلا تحاكمنا إلى الملك وقاضى البلاد..
☜ فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا فليس لها علي حقاً .. فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي جالساً إلى جانبه الملك...
☜ فقال أخو الصبية : أيد الله مولانا قاضي القضاة .. إني أجرت هذا الرجل بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره ..
فإلتفت القاضي إلى نعمان

☜ وقال له : ما قولك يا نعمان ؟
☜ فقال نعمان: أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان ..
☜ فقال القاضي : هل سلم إليك البستان كما كان؟
☜ قال : نعم ولكن أريد منه السبب لرده ..
☜ قال القاضي : ما قولك يانعمان ؟
☜ قال : والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوماً من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني ..
فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ..
☜ وكان الملك متكئا .. فاعتدل فى جلسته و قال:
☜ : يانعمان إرجع إلى بستانك آمناً مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثراً ولا إلتمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئاً ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ..
ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد إحترازا من حيطانه على شجره ..
: فرجع نعمان إلى داره ورد زوجته ، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك .

▬ ▬▬▬ ▬

ما أجمل كتمان سر أهلك فلا يعلم الناس عنه فيعيبوك مابقي من العمر ، حتى لو لم تكن أنت المخطئ فالناس سيقولون ﻻبد أنه بفعله كان سبباً .
[ فاحفظوا أسرار بيوتكم ].
وأسعد الله أوقاتكم وحفظكم في أنفسكم وأهلكم وأموالكم.


google-playkhamsatmostaqltradent